كتب/ صالح جبر أبو شقير
عبدالسلام هنية يستحق التكريم
أُريد أن أتحدث بكلمة حق كما عوّدتُ نفسي في إطار التربية التي نشأت عليها والله على ما أقول شهيد، خلال 10 سنوات وفي ظل تغييب غزة وحصارها استطاع عبدالسلام هنية أن يعمل على أخذ الرياضة بعيداً عن التجاذبات ونجح في ذلك بالفعل.
لك أن تسأل في ذلك كل من له صلة في الجانب الرياضي سواء كان مسؤولاً أو أصغر موهوب في بيت من بيوت الرياضة في غزة، يستحق يا أصدقاء لأنه بنى صرحاً اسمه أمواج أصبح بمثابة السجل التوثيقي لكل لاعب فلسطيني يسكن قطاع غزة المُحاصر.
لك أن تتخيل بأن أمواج من خلال صورتها ساهمت في احتراف كوكبة من اللاعبين واللعب في صفوف الأندية العربية من خلال نقل صورة الحدث الكروي الذي يعبر عن إمكانيات لاعبينا ومهاراتهم الإبداعية.
وأنا أجد في ذلك نضالاً برؤية رياضية حينما يعلم العالم أن لدينا رياضة تشدو بالأمل، لذلك يستحق لأنه بادر بتكريم نجوم الرياضة وأبطال المسابقات الرياضية مادياً ومعنوياً دون تمييز، ورفع شعار "تستمر المسيرة" بالوحدة والمحبة والعمل الدؤوب.
يستحق، لأنه في معظم الفعاليات التي تُشرف عليها أمواج حرص على تسمية هذه الفعاليات بأسماء الشهداء تخليداً لذكراهم العطرة.
يستحق عبد السلام هنية لأنه أوجد البيئة الخصبة التي تجمع الكل الرياضي باسم فلسطين مع كل جولة تستدعي الوقوف بجانب المنتخب الفلسطيني كممثل لطموحات وآمال شعبنا بغدٍ مشرق.
منذ زمن كانت الملاعب بسيطة، كان الرياضيون يَحلمون بالمزيد ،وبفضلٍ من الله وتوفيقه أصبح لدينا ملاعب أكثر جهوزية، بدأت المبادرة الإنسانية في هذا المجال بخطوة من عبد السلام هنية ووفقه الله فيها حتى أصبح لدينا ملاعب مُجهزة صالحة لاستقبال الجماهير من جميع الفئات العمرية.
عبد السلام هنية دعم كرة القدم والسلة وتنس الطاولة وكرة اليد وكل الألعاب، كما وشجع على إقامة بطولة سنوية خاصة بكرة القدم الشاطئية الأمر الذي عزز من تخريج كوكبة من لاعبي غزة ساهموا في حصول المنتخب الفلسطيني على المركز الرابع في بطولة آسيا.
عبد السلام هنية أوجد لقُدامى اللاعبين مكانة ورافق مسيرتهم في كل المناسبات حفاظاً على الإرث الرياضي والحضاري الكبير الذي نمتلكه عبر سنوات من العطاء.
جماهير شعبنا، أهلنا المُتطلعين للحرية ، وفي ظل احتكار البث العالمي للمباريات باتوا يُتابعون الحدث الرياضي من خلال مرئية أمواج التي أسسها عبد السلام هنية منارةً رياضية للكل الفلسطيني.
كما وأن الإبتسامة التي شاهدناها على وجوه ذوي الإرادة ذوي الاحتياجات الخاصة جسدت مشهداً يشدو بالعزيمة برؤية من هنية الإنسان.
حمل عبد السلام هنية على عاتقه إنجاح العرس الكروي باستقباله للفرق الرياضية القادمة من ضفتنا الفلسطينية الغالية علينا ولم يُقصر في كرم الضيافة إحساساً بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية في هذا الجانب وإنجاحاً لبطولة كأس فلسطين المُوحدة.
والكثير الكثير ،الذي يؤهل الشاب الفلسطيني هنية لأن يصبح نموذجاً يُحتذى به وتعيينه نائباً للمجلس الأعلى للشباب والرياضة ،الأجدر أن يُقارن بإنجازه المذكور وأن نبارك له لأنه زرع والزارع في أرض خصبة من حقه أن يحصد.
وعلينا جميعاً أن نُشجع الأستاذ عبد السلام هنية في كل ما هو جميل ،والاختلاف الوارد مع شخصه الكريم إن وجد لابد أن يكون في سياق بَنّاء لا على سبيل المناكفات التي لم يكن يوماً جزءاً منها بالمُطلق.
هذه كلمتي من حكم تجربتي الإعلامية والفنية في المجال الرياضي ،لست سحيجاً سيما وأنني أعتقد بأنني نسيت بلا قصد الكثير من إنجازات عبد السلام هنية الرياضي الفلسطيني بامتياز.
#مبارك عبد السلام هنية
بقلم/ صالح جبر أبو شقير